قال مسؤولون أتراك إن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين سيجريان محادثات غداً الأربعاء تتناول الحد من العنف الذي تجدد في إدلب (شمال غرب سوريا) وكذلك احتمال توسيع مبيعات نظم الدفاع العسكرية الروسية لأنقرة.
وسيستضيف بوتين الرئيس التركي في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود حيث سيضغط أردوغان من أجل العودة إلى وقف لإطلاق النار اتفقا عليه في العام الماضي لإنهاء هجوم للجيش الروسي وللنظام السوري على المقاتلين المدعومين من تركيا في محافظة إدلب السورية.
ومنع وقف إطلاق النار تصعيداً عسكرياً آخر كبيراً، لكن مقاتلي المعارضة يقولون إن روسيا صعدت الضربات الجوية حول إدلب خلال الأسبوع الماضي.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار للصحفيين: “نحن ملتزمون بمبادئ الاتفاق الذي توصلنا إليه مع روسيا”. وأضاف: “نتوقع أن يلتزم الجانب الآخر أيضاً بمسؤولياته بموجب الاتفاق”.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن العمل مستمر لتطبيق الاتفاق الروسي-التركي الذي تم التوصل إليه في السابق بشأن سوريا، بما في ذلك تنظيم دوريات من الجانبين تشارك فيها الشرطة العسكرية الروسية. وقالت إن هناك قصفاً عنيفاً من جانب مقاتلين متطرفين في منطقة إدلب.
دخان المعارك في إدلب في سبتمبر الحالي
وتقول روسيا إن قواتها موجودة في سوريا بطلب رسمي من بشار الأسد وإن وجود القوات الأخرى عائق أمام إعادة توحيد وبناء الدولة التي مزقتها الحرب.
ولتركيا آلاف من الجنود في شمال سوريا وتدعم مقاتلين معارضين للأسد تم إبعادهم بمساعدة موسكو إلى جيب صغير من الأرض على الحدود التركية.
في مارس/آذار الماضي، أوقفت القوات البرية والجوية التركية هجوماً للجيش الروسي وللنظام السوري تسبب في نزوح مليون شخص عن ديارهم وجعل أنقرة وموسكو قريبتين من مواجهة مباشرة وهدد بتدفق موجة أخرى من المهاجرين إلى تركيا التي تستضيف 3.6 مليون لاجئ سوري.
وقال ثلاثة مسؤولين أتراك إن التركيز الأساسي في محادثات سوتشي سيكون على سوريا. من جهته قال أردوغان إن جانباً من المحادثات سيكون بينه بين الزعيم الروسي في غير حضور وفدي البلدين.
وقال مسؤول تركي طالباً ألا ينشر اسمه: “هذا يعني أن أكثر القضايا حساسية ستُناقش بأكثر الطرق انفتاحاً”. ومضى قائلاً: “قد تكون هناك حاجة إلى اتخاذ بعض القرارات الحاسمة، خاصة في ضوء التطورات في سوريا”.
الدفاع الصاروخي
من جهته، قال الكرملين إن الزعيمين سيناقشان سوريا وأفغانستان إلى جانب العلاقات الاقتصادية والمشاكل الإقليمية. وأقامت تركيا وروسيا تعاوناً وثيقاً في مجالات الطاقة والسياحة والدفاع رغم خلافهما بشأن سوريا إلى جانب ليبيا وناغورنو كاراباخ اللتين تختلف الدولتان شأنهما.
دفعة من صواريخ “إسز 400” وصلت تركيا في 2019
واشترت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بطاريات الصواريخ الدفاعية الروسية “إس. 400” في عام 2019 مما تسبب في فرض عقوبات على صناعاتها الدفاعية من جانب واشنطن التي حذرت من اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد أنقرة إذا اشترت المزيد من المعدات العسكرية الروسية.
وأشار أردوغان في الأسبوع الماضي إلى أن تركيا لا تزال تنوي الحصول على دفعة ثانية من الصواريخ “إس. 400″، قائلاً إنه لا يمكن لأي دولة أن تفرض قراراها على أنقرة.
وقد قال المسؤولون لأتراك إن مسألة الصواريخ “إس. 400” ستُناقش في سوتشي بين بوتين وأردوغان.
المصدر: العربية.نت