حنان عبد المعبود
أكد رئيس جمعية أطباء الأسنان الكويتية د.محمد دشتي أن الكثير من الأطباء يتجه للعمل في القطاع الخاص أو جهات اخرى بالدولة أو الهجرة خارج الكويت أو التوجه للعمل التجاري الحر.
وقال دشتي في تصريح له، ان السبب السبب الرئيسي يتمحور في ضعف راتب الطبيب مقارنة بحجم المجهود والمسؤوليات الملقاة على عاتقه والتنازلات الاجتماعية والعائلية والمخاطر التي يتعرض لها، ناهيك عن التعرض بشكل مستمر للتعدي اللفظي أو الجسدي، علاوة على ذلك المجهود المبذول من الطبيب طوال سنوات حياته من خلال التعليم المستمر ومواكبة التطورات العلمية والطبية.
وأضاف: شهدنا جميعا الدور الرئيسي الذي قام به القطاع الطبي في مواجهة جائحة كورونا وغيرها من الأوبئة والمخاطر وكيف كان حائط الصد الاول لهذا الوباء الذي راح ضحيته العديد من الطواقم الطبية دون تقدير مادي يذكر غير مكافأة الصفوف الأمامية التي للأسف تعتبر غير منصفة، فالمكافأة تقريبا شملت جميع قطاعات الدولة ولا تحمل أي طابع من المساواة أو التقدير للجهود المتفاوتة في الأزمة الصحية، أما سكوت الأطباء عن المطالبة بزيادة الرواتب في تلك الفترة جاء من باب المسؤولية والالتزام بالعمل الإنساني والذي يعتبر جزءا من أخلاقيات مهنة الطب، ولكن ذلك لا يعني ضياع حقوق العاملين في هذا المجال فالطبيب الذي يعتقد الكثير أنه من ذوي الدخول الأعلى في الدولة قد يكون مقاربا، بل اقل في كثير من الأحيان من مرتبات المهندسين والممرضين والمدرسين والعسكريين والمحاسبين وغيرهم، مشيرا الى انه «كشخة على الفاضي».
وتابع: هناك بعض الحقائق يجب الالتفات إليها، ومنها ان راتب الطبيب عند التعيين لا يتجاوز 1700 أو 1800 دينار، وقد يظل لما يقارب 17 عاما على هذا الحال ما لم تسنح له الفرصة بالحصول على قبول لاستكمال الدراسات التخصصية العليا والتي قد ينالها ما لا يتجاوز 20%فقط من إجمالي الخريجين سنويا، وتعتبر مجهودا إضافيا وعدم استقرار وظيفي واجتماعي، ناهيك عن صعوبات الحصول عليها، علاوة على ذلك فإن راتب الطبيب معرض للتهديد والنقصان في أي لحظة، فعند خروجه في إجازة سنوية أو طارئة أو مرضية يتم خصم بدل الخفارة منه حتى وان قام بتطبيقها، واذا ما قدر له بالزواج من طبيبة أو العكس يتم خصم 400 دينار على الأقل من بدل السكن المشمول بالكادر المالي، وللأسف حين علمنا بإقرار بعض العلاوات قبل 8 سنوات وكانت 4 متدنية القيمة لا تتجاوز 35 دينارا وهي بدل الخطر والضوضاء والشاشة والتلوث اكتشفنا أن صيغة إقرارها لا تشمل أي طبيب كويتي وإنما هي للأطباء الوافدين فقط.
وأوضح أنه تمت مطالبة المسؤولين كثيرا بالالتفات لزيادة رواتب الأطباء وأطباء الأسنان وتعديل كادرهم الفني والمالي والذي مضى عليه اكثر من 12 عاما، وحان الوقت لوقفة جادة للنظر الى تلك الفئة من العاملين بجد وإخلاص لرعاية المجتمع صحيا حتى لا يزداد الوضع سوءا وعزوفا.
وقدم التهاني للممرضين والعسكريين بالزيادات التي أقرت لهم الشهر الماضي، معربا عن أمله أن يتم إنصاف الأطباء في القريب العاجل، وعدم ترديد الحجة المشهورة بأن الوضع المالي للبلد لا يسمح.
المصدر: شبكة الأنباء