منوعات

رئيس “القاهرة السينمائي” للعربية.نت: لم أتدخل في اختيار أفلام المهرجان

شهور طويلة من العمل المستمر من أجل تقديم شكل جديد ومختلف لدورة جديدة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. تحديات عديدة واجهها مع فريق عمل ضخم ليصل إلى الدورة الـ43 مع عرض 111 فيلما من 63 دولة..

إنه السيناريست والمنتج محمد حفظي الذي حاول أن يقدم حالة سينمائية خلال 10 أيام بوجبة دسمة من الأفلام والفعاليات، وقام بتعديل العديد من الأمور في برامج المهرجان، منها إلغاء قسم “البانوراما المصرية”، وهو أحد البرامج الأكثر تفاعلًا مع الجمهور والتي كانت تقام على هامش الفعاليات.

حفظي تحدث للعربية.نت وأجاب عن الكثير من التساؤلات الملحة الخاصة بالمهرجان عن أسباب الهجوم الشديد الذي يتعرض له.

محمد حفظي

*قبل بداية الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائي والهجوم كان شديدا عليك.. لماذا؟

**بالفعل، تعرضت لحملات هجوم مختلفة سواء منظمة أو عشوائية، واستمراري لأربع سنوات يؤكد أنني صرت على المسار الصحيح، فلم أتوقع أن أستمر على مدار أربع سنوات في رئاسة المهرجان. فأنا لست متعاقدا على مدة محددة في رئاسة المهرجان، أنا يجدد لي في منصبي عامًا بعام، وسبق وواجهت صعوبات كثيرة، ونحن أمام تحديات كبيرة مثل العام الماضي مثلا كما حدث في ظرف كورونا وتحديات السفر وصعوبة التنقل مع إغلاق الحدود بخلاف مشاكل الميزانيات المتكررة وكيف نوفرها مثلا.

وبالرغم من وجود هجوم علي إلا أنه على الجانب الآخر هناك أيضًا احتفاء كبير يجعلني أتغاضى عن أي شيء يشعرني بالضيق، ولا أحاول أن أتعامل مع الأمور بحساسية، فأنا أعلم أنه في النهاية أي شخص في عمله لن يتمكن من حصد إعجاب الجميع، وسواء النقد مبني على قناعة أو أسباب أخرى فأنا متقبله جدا، وأحاول معالجة أية أخطاء.

وتتمثل التحديات في اختيارات لجان التحكيم أو المكرمين واختيارات الأفلام مثل الفيلم المصري الذي يشارك هذا العام “أبو صدام”، لكن بشكل عام نفعل ما نراه صحيحًا وفي الصالح العام ومن أجل تحقيق التوازنات المطلوبة.

رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

*ماذا تقصد بتحقيق التوازنات المطلوبة؟

**كان لدينا هدف من سنوات لزيادة الأفلام، ومشاركة المخرجات في أقسام ومسابقات المهرجان وأيضا “ملتقى القاهرة السينمائي” ولجان التحكيم، وتمكنا من تحقيق النجاح لحد كبير، بالإضافة إلى الاهتمام بعدد من الدول المختلفة التي لم تتواجد من قبل معنا في المهرجان، كالأفلام الإفريقية، حيث كان هناك تجاهل كبير لها، ونفس الأمر مع الأفلام الوثائقية، فحاولنا تقديم أعمال متنوعة، وكذلك أن يكون هناك قسم لعروض منتصف الليل التي توفر أنماطا مختلفة من الأفلام التي تقدم في المهرجانات مثل “سينما النوع” كالإثارة والرعب بشكل عام والتي بدأت كثير من المهرجانات تهتم بها على مستوى العالم.

*ولماذا اخترت هذا العام تكريم الفنانة نيللي؟

**في العادة يتم اختيار قائمة المكرمين من خلال جلسات كثيرة مع اللجنة الاستشارية للمهرجان حتى نستقر على الأسماء، ومن الأمور التي جعلتنا نختار نيللي هو أنها دائما مرتبطة في الأذهان بالفوازير، ولكنهم لم يدركوا رصيدها السينمائي الضخم، حيث قدمت الكثير من الأعمال السينمائية، وربما يساعد هذا التكريم على تسليط الضوء على مشوارها السينمائي بشكل أكبر، وعلى مجمل أعمالها وأن تظهر ثانية حتى لو قررت الاكتفاء بما صنعته، لكن هذا لا يغني عن تكريمها، كما أننا دائما نكرم الفنانين وهم في حالة تسمح لهم بالتواصل والتفاعل مع الجمهور والنقاد والإعلام من خلال ندوة أو لقاء مفتوح، كما نصدر كتابا عن مشوار الفنان المكرم.

*وكيف تم اختيار اختيار كريم عبدالعزيز؟

**الصدفة وحدها كانت السبب في أن يكون الاثنان المكرمان في هذه الدورة يعملان بالمجال الفني منذ أن كانا طفلين، وحزين أني لم أقدم أفلاما مع النجم كريم عبدالعزيز خلال مسيرتي الفنية، وطالبت مروان حامد بأن يبحث لنا عن حل لهذا الموضوع، فلا يوجد أحد يختلف على كريم عبدالعزيز، فهو تكريم مستحق لأن لديه روح المغامرة في عمله دائما.

*وماذا عن اختيار الأفلام.. وكيف يتم؟

**ليس لي دخل على الإطلاق، فقد تولى أندرو محسن، مدير المكتب الفني، المهمة كاملة، فصحيح هناك أفلام رأيتها لكن اندرو تولاها بالكامل بعكس العام الماضي حيث كان لدي تدخلات إلى حد ما في الاختيارات.

*وكيف تقيم من وجهة نظرك تواجد مهرجان القاهرة ومنافساته مع المهرجانات العالمية؟

**نحن نلعب دورا كبيرا في صناعة السينما من خلال دعمنا للسينمائيين المصريين والعرب، بالإضافة إلى أننا قربنا للجمهور بشكل كبير، وأصبحنا ذوي تأثير على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، فنحن نرى عروض أفلام عالمية تبدأ من مهرجان القاهرة، وهذا إنجاز كبير وهام من وجهة نظري، وهذا ما نعمل عليه دائما ونحاول تحسينه، ولكن لا يمكن إنكار أن هناك منافسة مع مهرجانات أخرى كبيرة لديها إمكانيات أكبر منا، لكننا يمكن أن ننافس بإمكانيات أخرى غير المادي، ليست متمثّلة في العراقة والتاريخ، لكن في الإدارة الجيدة والاختيارات المميزة في الأفلام والتكريمات.

وأيضا التركيز على الصناعة نفسها من خلال فعاليات “أيام القاهرة لصناعة السينما”، حيث يشعر من يحضرها من الضيوف بخصوصية المعاملة والدفء وحسن المعاملة والاهتمام بكل التفاصيل، والأهم الخروج بعلاقات جديدة على المستوى المهني والاحترافي، فهذا ما نحاول توفيره، وأعتقد أن هذا السبب في رجوع الضيوف إلينا مجددا، فهم يتحدثون جيدًا عن المهرجان كما حدث في السنوات الأخيرة ونستمع إليهم في المهرجانات العالمية عندما نذهب إليها، وهذا يشجعنا ويدفعنا إلى أن نكون حريصين على الاستمرار بنفس الطريق، وحتى عندما يكون هناك إدارة جديدة للمهرجان سواء أنا أو آندرو محسن أو غيرنا، فأنا أقوم بتكوين منظومة مبنية على أفراد، وأتمنى أن يبدأوا بالعمل بشكل مؤسسي أكثر بنفس القيم والكفاءة التي نحاول ترسيخها، لذلك أرى أن دور الفرد هنا مهم جدًا من أصغر شخص لأكبره، أو من المتطوعين الذين نراهم في أماكن العرض أو مع الضيوف، أو صناع الأفلام وهذا ما نحاول الاهتمام به دائمًا.

*وماذا عن البرامج التي تم إلغاؤها من دورة هذا العام؟ وهل الميزانية السبب؟

**الميزانية بالفعل أقل، وعند مقارنتها مع ميزانيات المهرجانات العالمية فهي ضئيلة جدا بل لا تذكر، فنحن نحاول تقديم عمل مميز بإمكانيات محدودة، ولكن هناك عوامل أخرى ذكرناها من قبل تؤثر على نجاح المهرجان، على سبيل المثال قسم “بانوراما السينما المصرية” كان الهدف منه أن نظهر للضيوف العالميين الذين يحضرون إلى المهرجان السينما المصرية وتحديدًا الأفلام المهمة التي أنتجت في العام السابق، كما كنا نريد أن نقلل عدد العروض والأفلام.

*وما السبب في تغيير شكل المكتب الفني هذا العام وتحديدا “أيام القاهرة لصناعة السينما”؟ وهل الانتقادات العديدة التي وجهت له هي السبب؟

**التغيير بعد سنوات هو أمر صحي، فأنا أدعم فكرة تقديم مساحة أكبر للأشخاص الذين قاموا بدور جيد، وإعطائهم مساحة لتولي مسؤولية أكبر، وربما يكون التغيير لأسباب شخصية من علياء زكي لأسباب لها علاقة بانشغالها بأعمال أخرى، وأرى أن مسؤولة “أيام القاهرة” ميريام دغيدي ومديرها شادي زين الدين، يقومان بعمل جيد، كما أن أندرو محسن تولى مسؤولية كبيرة هذا العام كمدير المكتب الفني، لكن كل واحد بالفعل له بصمة ودور، حتى الناس الجديدة التي عملت معنا هذا العام من المبرمجين مثل ماجي مرجان ويوسف هشام للعام الثاني على التوالي يلعبون دورا مهما بخلاف مديري المسابقات مثل مروان عمارة الذي كان له دور في السنوات الماضية في “مسابقة أسبوع النقاد” وللمرة الأولى يتولى مهمة برنامج “مسابقة الأفلام القصيرة”.

المصدر: العربية.نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى