أخبار الصحة

بالفيديو.. د. انتصار الهندال لـ «الأنباء»: لقاح الأطفال سيتوافر نهاية ديسمبر أو مطلع العام الجديد ونتوقع تعديل تركيبة التطعيم وتطويرها لتغطي المتحور الجديد

  • أدعو إلى عدم السفر في الفترة الحالية مع انتشار المتحور الجديد لتجنب وصوله إلينا
  • الجرعة التنشيطية متاحة للأعمار الأكثر من 18 عاماً فقط وبعد مرور 6 أشهر على الجرعة الثانية

أجرت اللقاء: حنان عبدالمعبود

طمأنت رئيسة فريق الطب الوقائي بمستشفى الأحمدي د.انتصار الهندال المواطنين والمقيمين بأن الوضع الصحي في الكويت حاليا ممتاز.

وقالت خلال «ألو الأنباء»: «ليس لدينا وفيات جراء كورونا أو حالات إصابة بالعناية المركزة، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة الاهتمام بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والاشتراطات الصحية وعدم التهاون للحفاظ على الوضع الصحي المستقر.

ونصحت الهندال المواطنين والمقيمين بعدم السفر في الفترة الحالية خاصة مع انتشار متحور أوميكرون في عدد من الدول.

كما دعت الى ضرورة التسجيل بالمنصة لتطعيم الاطفال من سن 5 الى 11 عاما لأخذ اللقاح حال البدء بإعطائه لحماية الأطفال من الإصابة، مشددة على ان التطعيم أصبح ضرورة مهمة خاصة مع ظهور المتحور الجديد وازدياد الأعداد في الكثير من دول العالم.

وتناولت الهندال الكثير من القضايا خلال متابعتها لاتصالات القراء والرد على استفساراتهم، وفيما يلي التفاصيل:

هناء: ابني عمره 7 سنوات ولم أسجل بمنصة وزارة الصحة لتطعيمه، لأنني أخشى عليه من التطعيم، فهل هذا يشكل خطورة عليه؟

٭ مسألة تطعيم الأطفال بالشريحة العمرية من 5 سنوات حتى 12 عاما، أصبح ضرورة، ولا بد من تسجيلهم هذه الفترة عن طريق منصة وزارة الصحة الخاصة بالتطعيم.

وتعود أهمية هذا التطعيم الى كون التطعيم في حد ذاته ضرورة مهمة، وفي ظل ظهور المتحور وازدياد أعداد الإصابات في الكثير من دول العالم أصبح من الضرورة تسجيل الأطفال لهذا التطعيم ومازالت وزارة الصحة لم تبدأ بالتطعيم الى الآن ولكن غالبا مع نهاية ديسمبر أو مطلع العام الجديد سيكون هذا اللقاح متوافرا ويبدأ التطعيم ومن الضروري أن يقوم جميع أولياء الأمور بتسجيل أبنائهم لأن التطعيم ضروري جدا لحماية الأطفال.

«أوميكرون»

هادي: ما متحور أوميكرون الجديد؟ وما وجه الاختلاف فيه عن الفيروس العادي؟

٭ يشهد العالم في الفترة الحالية تطورا سريعا في أحداث فيروس كورونا بعد أن زادت الأعداد في بعض الدول مثل أوروبا وازدياد أعداد الوفيات، حيث ظهر في الأيام القليلة السابقة بعض الحالات بجنوب افريقيا وهي إصابات بالمتحور الجديد والذي أطلقوا عليه اسم «أوميكرون» وقد لاحظوا ان الطفرة الجينية فيه مختلفة بشكل كبير عن الفيروس الأساسي، والتخوف هنا يكمن في ان التطعيم الحالي يمكن أن يكون غير فعال بشكل كاف بالفترة القادمة حال انتشار هذه الطفرة الجينية للمتحور الجديد.

وماذا عن وضعنا بالكويت؟ وهل يمكن ان يصل الينا؟

٭ بالنسبة لنا بالكويت فإن الأوضاع الصحية ممتازة حيث ليس لدينا وفيات أو حتى حالات إصابة بالعناية المركزة، ولكن مع وجود الطيران والانفتاح العالمي الموجود حاليا وموضوع السفر فإن هذا يجعلنا في تخوف دائم لوصول الفيروس لنا.

وبما ان السفر مفتوح فإن الأمر ليس ببعيد على أي دولة بالعالم ونحن جزء بهذا العالم، ونتمنى أن الجميع حاليا يحاولون الالتزام بقرارات مجلس الوزراء الأخيرة وهي الالتزام بعدم السفر الا للضرورة القصوى، مثل السفر للسياحة أو التسوق أو أي سبب يمكن تأجيله لأن من واجبك الوطني حماية نفسك وحماية عائلتك ووطنك من ادخال أي فيروس أو متحور جديد اليه فأهم الإجراءات الاحترازية هي عدم السفر فإن كنت أصلا خارج البلاد فحاول الالتزام بالتباعد الجسدي وعدم التواجد بأماكن الازدحام والالتزام بارتداء الكمام وعند العودة الى الكويت تحاول حتى خلال التواجد بالطائرة الالتزام بالكمام والتعقيم المستمر وأيضا نحن بداخل الكويت لا بد من الالتزام بشكل أكبر بالإجراءات الاحترازية التي اعتدنا عليها مثل لبس الكمام والتباعد الجسدي والتعقيم.

رانيا: طفلي عمره 6 سنوات وكنت قد أصبت بسكري الحمل أثناء حملي به، فهل هذا يجعل طفلي لديه مشاكل صحية تعوق تطعيمه ضد فيروس كورونا؟

٭ لا أبدا. لا يعوق هذا الأمر التطعيم، وحتى ان كان طفلك لا قدر الله قد أصيب بسبب إصابتك أثناء الحمل، أو حتى كان الطفل مريضا بالسكري فإن هذا الطفل يكون من فئات الاختطار العالية والتي ينصح بتطعيمهم حتى أكثر من غيرهم.

التنشيطية واليافعون

دلال: ابني عمره 14 عاما وقد تلقى التطعيم على جرعتين، فهل ملزمة بأن أعطيه الجرعة الثالثة؟

٭ حاليا الجرعات التعزيزية مجالها مفتوح للأعمار الأكثر من 18 عاما فقط، والأقل من 18 عاما بيوم واحد لا يمكن تطعيمه، واليافعون ممن يقل عمرهم عن 18 عاما لم يفتح المجال لتقديم الجرعة الثالثة لهم وغالبا لن يفتح حاليا لأن هذه الفئة لم تكمل 6 أشهر على تطعيمها بالجرعة الثانية، أغلبهم تطعم في شهر أغسطس ولهذا فإن من أهم شروط التطعيم مرور 6 أشهر وهو لم يمر وغالبا بعد استكمال 6 أشهر سيتم فتح المجال لجرعة ثالثة.

تطعيم دوري

أحمد: بما أن الجرعة التنشيطية يمكن أخذها بعد 6 أشهر من الجرعة الثانية حيث يقال ان فاعلية اللقاح تقل بعد هذه المدة، فهل نتوقع عقب 6 أشهر أخرى جرعات متتالية؟

٭ من المتوقع انه سيكون التطعيم سنويا مثل فيروس الانفلونزا الموسمية، وهذا توقع فقط وليس أكيدا، ومن المتوقع التعديل في التطعيمات حسب تصريحات شركة فايزر المصنعة للقاح بأن لديهم مجالا للتغيير في تركيبة التطعيم وتطويرها لتغطي المتحور الجديد، وغالبا ان قلنا انه سيكون موسميا ويتحول الى فيروس عادي فإن التطعيم كل 6 أشهر سيكون صعبا، وما زال الامر غير واضح حتى الآن ولكن توقعاتنا أنه سيكون سنويا، واحتمالية ان يكون مع تطعيم الانفلونزا واردة، حيث في انفلونزا الخنازير من قبل خرج تطعيم لها وحدها في البداية ولكن مع تطور اللقاحات أصبحت هذه السلالة من الانفلونزا مع السلالات الأخرى حيث التطعيم أصبح ضمن تطعيم الانفلونزا السنوي الذي نأخذه، ولهذا وارد جمع التطعيم ضد فيروس كورونا مع باقي التطعيمات، ولكننا نعود ونقول «تو الناس» الحديث فيها لان تطورها أصبح سريعا حسب ما نراه عالميا وخروج التطعيم للعالم بسرعة.

«دلتا» واللقاح

فضيلة: سمعنا أن الشركات المصنعة للقاح ستقوم بمسايرة التحور، فهل قاموا بذلك فترة التحور المسماة «دلتا» وواكبوه بلقاح؟

٭ المتحور «دلتا» كان التطعيم الحالي يغطيه ولهذا حينما وصل الينا بالكويت تضرر منه من لم يتلق التطعيم فقط، فالوفيات مثلا كان لدينا 20 حالة وفاة من بينها حالة واحدة من المطعم والبقية غير مطعمين، ولهذا فإن دلتا من المتحورات التي كان التطعيم يغطيها تماما بينما التخوف من «أوميكرون» أنهم يعتقدون أن التطعيم لا يغطيه حيث وجدوا أن عدد الأشخاص الذين أصيبوا به من المطعمين يساوي عدد الأشخاص المصابين من غير المطعمين، ولهذا غالبا لا ينفع معه التطعيم.

التطعيم غير مجدٍ

طيبة: أكدتم على أهمية التطعيم، والآن نسمع أن التطعيم قد يكون غير مجد مع المتحور، هل التطعيمات أصبحت دون فائدة؟

٭ لا بالتأكيد، التطعيمات مهمة وضرورية، كنا نخاف بالفعل من ظهور متحور ولهذا كانت الدعوات المتكررة للتطعيم حتى لا ينتقل الفيروس بالشكل السريع الذي كان يتنقل به في البداية، ولا تظهر متحورات جديدة لأن الفيروس كلما انتقل بين الاشخاص كان من الممكن أن يصبح لديه فجأة تغيير وتحور ويخرج لنا بتحور لا يجدي معه التطعيم وبشكل مختلف لأن في أغلب التطعيمات يأخذون «DNA» للشوكة ويستخدمونه.

والفيروس ينتقل غالبا بين الاشخاص غير المطعمين حيث في جنوب افريقيا 20% فقط من السكان مطعمون، أي ان 80% وهم الشريحة الأكبر غير مطعمين وهؤلاء يتنقل الفيروس بينهم وكلما انتقل تغير شيئا فشيئا، ومن الممكن فجأة تحدث طفرة جينية قوية لسبب ما، ويكون مقاوما للتطعيم، فالتطعيم يحمي بالفعل من ظهور متحورات شرسة مثل اوميكرون وغيره.

منى: ظهور السلالة الجديدة «أوميكرون» يولد هاجسا فهل من الممكن ان يظل العالم يدور في حلقة مفرغة من الخوف والفزع من كورونا؟

٭ هذا علمه بيد الله، ونحن نعمل ما نستطيعه، فإذا تطعم الجميع وتوفر التطعيم للعالم أجمع سواء دول غنية أو فقيرة حيث الدول الفقيرة يكون لها نصيب منه وكذلك من الوعي، فاذا ما كانت وتيرة التطعيم سريعة بالعالم كله أصبح من الممكن الانتهاء من هذه الدائرة.

جمع لقاحين

شهد: هل يمكن أن يكون هناك إشكالية صحية حال الجمع بين الجرعة التنشيطية للقاح فيروس كورونا وتطعيم الانفلونزا الموسمية؟

٭ لا أبدا ليس هناك أي إشكالية صحية اذا ما تم أخد الجرعة التنشيطية الثالثة المضادة لفيروس كورونا واللقاح الخاص بالانفلونزا الموسمية، حيث الجرعتان يمكن أخذهما معا، ففي العام الماضي مع بداية ظهور التطعيم كنا نحاول بين أي تطعيم وتطعيم كوفيد ان نترك وقتا لمدة أسبوعين على الأقل ولكن بعد وجود دراسات أثبتت أنه ليس هناك ضرر قمنا باعطاء الجرعة التنشيطية وتطعيم الانفلونزا وكذلك تطعيم الالتهاب الرئوي في نفس الوقت وأنا أخذتهما معا.

تأجيل السفر

فاضل: مضطر للسفر خلال الأسبوع المقبل ولكني متخوف جدا من انتشار الإصابات عالميا، فما الذي يمكنني عمله حتى أتفادى وباء الانتشار؟

٭ إذا كان السفر ليس للضرورة القصوى ويمكن تأجيله، فمن الافضل تأجيله حاليا، لأن هناك الكثير من عوامل الخطورة التي تتعرض لها، بداية من الطائرة وهي مكان مغلق على الأقل لمدة 5 الى 6 ساعات، فبيئة الطائرة تساعد على انتقال الفيروسات بشكل سهل جدا، وكذلك المطار من الأماكن التي تعتبر بيئة حاضنة إضافة الى الخطورة الاجتماعية وهي خطورة اغلاق المطارات حال انتشار المتحور وهنا تضطر الى المكوث بدولة بشكل اجباري، فالمشكلة متداخلة صحيا وسياسيا واجتماعيا، ولهذا من الافضل تأجيل السفر قدر المستطاع.

محمد: ارتداء الكمام لوقت طويل من الأمور الصعبة، فهل سنعود اليه مثل الفترة الماضية؟

٭ ارتداء الكمام خاصة في الفترة التي لم يكن فيها التطعيم كان أساسيا وحيويا، وحتى بعدها كان أمرا حتميا، لأن كان البعض مطعما والآخر غير مطعم، ومن المفترض الحماية والكمام يحمي لأن الفيروس ينتقل عن طريق الرزاز والاسطح تتلقى الرزاز وتسهل انتقاله، ولهذا فإن الكمام وقاية وحماية، وفي فترة ما بعد التطعيم بنسبة 90% أصبح الوضع آمنا بشكل أكبر ويمكن الاستغناء عن الكمام، والارتياح لبعض الوقت من الإجراءات التي أرهقتنا جميعا، والأشخاص غير المطعمين هناك أماكن ممنوع دخولها وهذه حماية لهم فقد يكون الشخص المطعم حاملا للفيروس ولكن لا يعاني أعراضا، ولكن الآن ومع ظهور المتحور وارتفاع الإصابات في بعض الدول فإننا يجب ان نعود الى اجراءاتنا الاحترازية والتي يجب أن نتشدد بها، ونرتب حياتنا وقائيا.

تطعيم أكثر من 70 ألف شخص من فبراير حتى سبتمبر

أكدت د. الهندال أن فريق خدمات الطب الوقائي كان مسؤولا عن التطعيمات وشارك وزارة الصحة في تقديم التطعيمات للمواطنين والمقيمين ولم يقتصر العمل على القطاع النفطي فقط.

وقالت: في البداية عند افتتاح المركز كان الهدف تطعيم العاملين في القطاع النفطي وعوائلهم والمتقاعدين وعوائلهم بالإضافة الى موظفي المقاول وهي أعداد كبيرة جدا، تتجاوز 50 ألف شخص إضافة الى أسرهم، وبعد بدء العمل ارتأت وزارة الصحة أن نساعدها في تطعيم المواطنين والمقيمين.

واضافت ان عمل المركز في الفترة من فبراير حتى منتصف سبتمبر، كان العمل للجميع وليس للقطاع النفطي فقط، وتمكنا من تطعيم اكثر من 70 ألف شخص، بمعدل نحو 4000 شخص يوميا مع أن المركز قدرته الاستيعابية كانت 1500 شخص فقط، ولكن بسبب الحاجة لتسريع وتيرة التطعيم كنا نعمل من 8 صباحا الى 8 مساء واحيانا يمتد العمل الى 10 مساء للانتهاء من المنتظرين.

وعن فترة العمل في ذروة الجائحة، قالت «ان بداية الجائحة كانت أياما صعبة جدا، ولأن شركة نفط الكويت جزء كبير من عمالتها تسكن داخل المناطق الموبوءة وقتها مثل المهبولة وخيطان وغيرهما، فكان تركيزنا على حماية الإنتاج، لأن النفط هو المصدر الرئيسي للدخل وكان الهدف الاساسي ألا يتأثر الإنتاج، خاصة انه في حال اصابة أي شخص سنكون مضطرين الى عمل تتبع وبائي لكل الأشخاص المخالطين له، ومن الممكن أن يتوقف العمل في بعض أماكن الإنتاج، ولهذا كان الضغط كبيرا جدا علينا، ولكننا استطعنا جمع كل موظفي المقاول تقريبا من الأماكن الموبوءة وتوفير أماكن للسكن لهم بمواقع الشركة بشكل سريع جدا».

واضافت الهندال: في بداية الجائحة كان الفحص متوافرا عن طريق الدم وكان مسموحا به وكنا نفحص من 200 الى 300 عينة يوميا للتأكد من خلوهم من أي فيروس، كما وزعنا أجهزة قياس الحرارة في كل مواقع الشركة التي تمتد شمالا وجنوبا وغربا بأماكن نائية وبعيدة، وكنا كفريق طبي نتجول بمختلف المواقع لتوعية الموظفين في أماكن عملهم بالمواقع وداخل الحقول حول غسل الأيدي بطريقة صحيحة وطرق استخدام المعقم، وأهمية التباعد الجسدي لحماية الأسرة، وكذلك حال الشعور بأعراض كورونا والإجراءات المتبعة حيالها، فكنا نقوم بتدريبات مكثفة يوميا ونظمنا تدريبات وهمية حول الاشتباه في الإصابة للتعرف على كيفية عزل المشتبه في اصابته وإخراجه من الموقع بشكل آمن وتعقيم المكان والاتصال للتبليغ، والزي الخاص بالحماية، كما نظمنا دورات مكثفة لكافة الأقسام عن كيفية التعقيم لأن المستشفى به قسم تعقيم يغطي المستشفى بالكامل ولا يمكنه تغطية الشركة بكاملها بأماكنها الشاسعة، ولهذا كانت الطريقة المثالية أن يقوم بعض العاملين بقطاع الصحة والسلامة والبيئة بالشركة بحضور الدورات المكثفة ونقل كل ما تعلموه الى العمالة الموجودة بالشركة لتعليمهم كيفية التعقيم الصحيح.

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى