التربية والتعليم

تربويون لـ «الأنباء»: تثبيت مديري «الثانوية» بمدارسهم خلال الاختبارات يوفِّر بيئة مريحة للطلبة

عبدالعزيز الفضلي

رحب عدد من مديري مدارس المرحلة الثانوية بتوجه وزارة التربية بعدم تدويرهم أثناء فترة اختبارات الفترة الدراسية الاولى لطلبة الصف الثاني عشر والتي ستنطلق 12 من يناير المقبل، معربين عن بالغ شكرهم لوزير التربية د.علي المضف والوكيل د.علي اليعقوب على هذا الاجراء المنصف.

وقالوا في تصريحات لـ «الأنباء» إنه من الأفضل بقاء مديري المدارس في مدارسهم أثناء الامتحانات ومنحهم الثقة والمصداقية في العملية التعليمية، ولا مانع من المتابعة الدقيقة للاطمئنان على سير وأداء الامتحانات، مشيرين الى انه ومن منطلق مبدأ المحاسبة، فإنه في حالة وجود أي خلل تتم محاسبة المتسبب فيه حسب اللوائح والقوانين المنظمة للعمل.

وذكروا ان انقطاع الطالب عن أروقة المدارس لمدة عام ونصف العام وعدم ادائه الاختبارات الورقية داخل اللجان، ليس بالأمر السهل عليه مع استمرار الجائحة، مما سيؤثر سلبا على نفسيته، وسيكون في أمس الحاجة الى وجود مديره ومعلميه معه خلال فترة الاختبارات.

وبينوا ان المدير ملم تماما بظروف المدرسة من ناحية اعداد المحصنين وغيرهم ويشرف بشكل مباشر على تطبيق الاشتراطات الصحية حسب الامكانات المتاحة، ومن الواجب بعد هذا القرار ان نخطط لخدمة الطلاب بشكل أمثل وتخفيف قلقهم من الاختبارات والمحافظة على اجواء تربوية تعليمية ملائمة لهم، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، قال مدير ثانوية عبداللطيف ثنيان الغانم للبنين حسين جمعة إن مهنة المعلم تعتبر إنسانية أخلاقية بالدرجة الاولى وهي رسالة قبل أن تكون وظيفة، فالعلماء ورثة الأنبياء، وللتعليم أهمية اجتماعية ووظيفة أخلاقية، مشيرا الىان المعلم الذي يؤتمن على تربية الأبناء، وتعديل سلوكهم نحو الأفضل، وغرس القيم السامية لديهم، لا شك سيكون محل ثقة كبيرة في سير الامتحانات.

وأضاف جمعة: من الأفضل بقاء مديري المدارس في مدارسهم أثناء امتحانات الثاني عشر، ومنحهم الثقة والمصداقية ولا مانع من المتابعة الدقيقة للاطمئنان على سير وأداء الامتحانات، لافتا الى انه من منطلق مبدأ المحاسبة فإنه في حالة وجود أي خلل تتم محاسبة المتسبب فيه حسب النظم واللوائح والقوانين، فتثبيت المديرين في مدارسهم يسهم في انتظام العمل وفق روح الفريق المتجانس، فالمدير يعتبر المدرسة التي يعمل بها بيته حيث يكون قادرا على التواصل بكفاءة وفعالية مع بقية المنظومة الإدارية والتعليمية، وهذا يسهم في إنجاز الامتحانات على أكمل وجه، بعكس عملية التدوير التي قد يكون من سلبياتها إحداث خلل وارتباك، وتثبيت المدير في مدرسته يجعله قادرا على معاملة الطلاب نفسيا وروحيا، لاسيما أن فترة الامتحانات تمثل ضغطا على المتعلمين وأولياء الأمور، فالمدير يعرف طلابه جيدا وقادر على احتوائهم معنويا، فهو بمنزلة الأب والمرشد والموجه لهم وهذا بلا شك سيشعر الطالب بنوع من الاطمئنان والراحة النفسية داخل قاعة الاختبار.

راحة نفسية

بدورها، أكدت مديرة ثانوية العصماء بنت الحارث للبنات خيال الابراهيم انه لا يخف على احد الدور المهم الذي يؤديه مدير المدرسة داخل المؤسسة التعليمية وقدرته على الإحاطة بمختلف الأمور، نحن كمديري مدارس سعدنا بقرار عدم تدوير المديرين خلال فترة اختبارات الصف الثاني عشر، لاسيما في مثل هذه الظروف الصحية، وذلك لعدة أسباب، منها ان الجميع يعلم ان انقطاع الطالب عن أروقة المدارس لمدة عام ونصف العام وعدم أداء الاختبارات الورقية داخل اللجان ليس بالأمر السهل عليه مع استمرار الجائحة، مما سيؤثر سلبا على نفسية الطالب الذي سيكون بأمس الحاجة الى وجود مديره ومعلميه خلال فترة الاختبارات ليشعر بالراحة النفسية.

وأضافت الابراهيم: جميع مديري المدارس كرسوا جل اهتمامهم لتجهيز مدارسهم وجعلها بيئة صحية آمنة لطلبتهم وهم على دراية تامة بجميع وسائل الأمن والسلامة من توفير غرف العزل وتقسيم طلبتهم داخل الفصول الدراسية وفق الاشتراطات الصحية، كما ان مدير المدرسة لديه احصائية كاملة بأعداد الطلبة ومعرفة تامة بالحالات الصحية وأعداد متلقي اللقاح، لذا ستكون عملية المتابعة سهلة عليه، وأيضا لا ننسى الراحة النفسية التي سيشعر بها أولياء الأمور لمعرفتهم بأن المسؤول الاول عن أبنائهم خلال فترة الاختبارات هو مدير مدرستهم، متمنية من الله أن تسير الاختبارات بكل يسر وسلاسة في بيئة صحية آمنة.

ثقة وتقدير

من جانبه، شكر مديرة ثانوية الراعي النميري للبنين صلاح الصانع وزارة التربية على ايقاف قرار التدوير، لافتة الى ان المعلمين وأولياء الامور تبادلوا التهاني والتبريكات بإيقافه، والجميع على يقين بثقة الوزارة وتقديرها لمنتسبيها وحرصها على تحقيق اهدافها وهو ما يدفعها الى اتخاذ تلك القرارات، ولا يخفى على احد أهمية تواجد الادارات والمعلمين في مدارسهم واستقبالهم للطلبة خير استقبال، وهم الذين حافظوا على المبنى المدرسي وأعدوا القاعات واللجان وحافظوا على سلوكيات تربوية قويمة طوال العام، ومن الواجب بعد هذا القرار ان يخططوا لخدمة الطلاب بشكل أمثل والعمل على التخفيف قلقهم والمحافظة على اجواء تربوية تعليمية ملائمة.

وتطرق الصانع الى الاستعدادات لامتحانات الفترة الدراسية الاولى، مؤكدا ان المدارس على أهبة الاستعداد، فقد جهزت القاعات والفصول الدراسية وعقمتها وزودتها بكل احتياجات الطالب، كما انها اقامت سلسلة من ‏المراجعات لجميع المواد وتصميم اختبارات تجريبية بالمواضيع النهائية ‏التي تم الغاؤها، والجميع يتسابق لمزيد من الخدمات، وتم وضع الارشادات الخاصة بالدخول والخروج واتجاهات اللجان الرئيسية والفرعية وأماكن جلوس الطالب.

وتابع: لم تغفل المدارس الاستعدادات الصحية وتوفير أجهزة قياس الحرارة والكمامات والمعقمات وأعدت غرفا للعزل والعيادات، راجيا لجميع الطلاب التوفيق والسداد.

دراية تامة

من جهتها، رحبت مديرة ثانوية جمانة بنت ابي طالب للبنات أسماء اليحيى بقرار عدم تدوير مديري المرحلة الثانوية أثناء فترة الاختبارات خصوصا في هذه الظروف الحرجة، لافتة الى ان ذلك ينعكس بشكل ايجابي على الجميع من هيئة ادارية ومعلمات ومتعلمات، لاسيما ان المدير ملم إلماما تاما بظروف المدرسة من ناحية أعداد المحصنين وغيرهم، ويشرف بشكل مباشر على عملية تطبيق الاشتراطات الصحية حسب الامكانات المتاحة.

وأضافت اليحيى: عدم تدوير المدير يشعره براحة نفسية وخاصة لعدم وجود فترة زمنية كافية للاطلاع على المكان المنقول اليه والالمام بظروف المدرسة بشكل عام، موضحة ان الكل يعمل ويجتهد لمصلحة الطلبة وحتى تمر فترة الاختبارات بسلاسة ويسر بالرغم من ظروف «كورونا»، متمنية التوفيق والنجاح للجميع.

من ناحيتها، ذكرت مديرة ثانوية الجزائر للبنات دينا العتيقي انه في ظل الظروف الراهنة ومعرفة إمكانيات كل مدرسة لمبناها ومعلماتها مع عدم وجود العمالة الكافية ولعدم انتشار الوباء يجب استمرار المديرين في مدارسهم، مشيرة الى ضرورة احترام المدير من حيث اعطاؤه الثقة الكاملة تكريما لجهده في متابعة المدرسة من جميع النواحي.

وأضافت العتيقي: من يجدوا لديه مشكلة في مدرسته يجب ان يحاسب بمفرده، كما ان المدير على علم بالحالات الصحية والنفسية لطلابه خاصة ان اعدادهم زادت في ظل الجائحة، متمنية التوفيق للجميع في خدمة أبنائنا الطلبة.

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى