![](https://marsadkw.com/wp-content/uploads/2022/01/1094508-1.jpg)
- الربيعان: قلة في العمالة وعجز في الهيئة التعليمية
- الطراروة: عودة تدريجية في حال انخفاض أعداد الإصابات
- الدوسري: ضرورة إغلاق المقاصف وإلغاء الفرص
عبدالعزيز الفضلي
استبعد عدد من التربويين العودة الكاملة للدراسة في الفصل الدراسي الثاني خاصة في ظل الاوضاع الصحية الحالية وارتفاع اعداد المصابين بفيروس «كورونا»، مشيرين الى ضرورة الاستمرار على نظام المجموعتين او العودة لـ«التعلم عن بعد» وهذا ما لا نتمناه.
وقالوا في تصريحات لـ «الأنباء» ان العودة الكاملة للدراسة لها عدة ايجابيات منها عودة البيئة التعليمية الطبيعية ومراعاة الفروق الفردية وسهولة متابعة وتقييم المتعلمين واستخدام الاستراتيجيات المختلفة والوسائل المتعددة، واكتشاف ومتابعة المتعثرين والفائقين، وعودة المواد العملية، وتفعيل الانشطة المصاحبة للمادة كالمسابقات وغيرها، مشيرين إلى ان للعودة الكاملة ايضا سلبيات منها الكثافة الطلابية في بعض المدارس، وإمكانية التعرض للاصابة بـ«كورونا» وعدم جاهزية المدارس لاستقبال الطلبة بسبب قلة العمالة ووجود العجز في الهيئة التعليمية.
وذكروا انه «لا يصلح العطار ما أفسده الدهر» وان منظومة التعليم تحتاج إلى هدم كامل وإعادة بناء من جديد وفق نظام تعليمي متطور يواكب العصر، موضحين ان المشكلة ليست في حضور كامل أو مجموعتين أو «اونلاين» طالما أن التعليم في الكويت في انحدار مستمر ومخرجاته «حدث ولا حرج»!.
كما اكدت وزارة التربية جهوزيتها واستعدادها لجميع الاحتمالات وتنتظر ما توصي به السلطات الطبية في البلاد، وتأمل حاليا بعبور محطة الاختبارات سواء للمرحلة المتوسطة او الثانوية لاسيما ان امتحانات الصف الثاني عشر تنطلق الاربعاء المقبل. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، تحدث مدير ثانوية جاسم الخرافي للبنين جاسم الطراروة قائلا: «في الأيام القليلة الماضية لوحظ ارتفاع متسارع وخلال فترة وجيزة بأعداد المصابين بفيروس «كوفيد- 19 المتحور»، وعليه، نرى أن مصلحة أبنائنا الطلاب مقدمة على ما سواها، مشيرا إلى انه ليس من المفترض في ظل هذه الظروف أن نتجه إلى العودة الكاملة للدراسة، كما كنا نأمل في بداية الفصل الدراسي الثاني، بل نرى أنه من الأفضل أن نعود إلى نظام «التعليم عن بعد» إذا استمرت وتيرة الارتفاع في الإصابات بالمعدل التي هي عليه الآن، وذلك حرصا على الصحة العامة للطلاب والمعلمين، وجميع أفراد المجتمع.
وأضاف الطراروة أنه إذا لوحظ انخفاض في الإصابات تكون العودة التدريجية، بداية من العودة إلى نظام المجموعات واستمرارها إلى نهاية العام الدراسي الحالي، وتأجيل العودة الكاملة للدراسة إلى العام المقبل إن شاء الله، بعد السيطرة التامة على الجائحة في جميع أنحاء العالم، وكذلك الاطمئنان التام بأن الخطر قد زال وليس هناك ما يدعو إلى التخوف من العودة الكاملة للدراسة، داعيا الله ان يبعد هذا الوباء عن بلدنا الكويت وكل من يقيم على ارضها.
إيجابيات وسلبيات
من جانبها، قالت الموجه الفني الأول لمادة التربية الاسلامية بمنطقة حولي التعليمية وعضو مجلس ادارة جمعية المعلمين الكويتية نادية الربيعان: ان العودة الكاملة للدراسة لها عدة ايجابيات منها عودة البيئة التعليمية الطبيعية ومراعاة الفروق الفردية، وسهولة متابعة وتقييم المتعلمين واستخدام الاستراتيجيات المختلفة والوسائل المتعددة واكتشاف ومتابعة المتعثرين والفائقين وعودة المواد العملية وتفعيل الانشطة المصاحبة للمادة كالمسابقات، مشيرة الى اكتشاف المواهب والهوايات وتحقيق التواصل الفعال بين المعلمين والمتعلمين.
وبينت الربيعان ان للعودة الكاملة ايضا سلبيات عدة منها الكثافة الطلابية في بعض المدارس وامكانية التعرض للاصابة بـ «كورونا» وعدم جاهزية المدارس لاستقبال الطلبة بسبب قلة العمالة والعجز في الهيئة التعليمية في بعض المدارس.
كما اشارت الربيعان إلى ان نظام المجموعتين مناسب للكثافة الطلابية في الفصول لسهولة متابعة المتعلمين واكتشاف الفروق الفردية بينهم وزيادة تركيز المتعلم، كذلك الترابط القوي بين المعلم والمتعلم، وقدرة المعلم على متابعة الانشطة المختلفة وضبط الفصل وتخفيف العبء عن اولياء الامور وسهولة التواصل معهم والارتقاء بالمتعلمين والتقليل من المشاكل السلوكية بين المتعلمين، ومنح فرصة اكبر لحل الواجبات.
وأوضحت الربيعان ان نظام المجموعتين ايضا له سلبيات وهي الضغط على المعلم في شرح الدرس مرتين وإطالة الساعة الدراسية واليوم الدراسي، وحرمان المتعلم من المواد العملية والفرص وإلغاء المسابقات والانشطة وطابور الصباح وتأخر بعض المجموعات عن البعض الآخر بسبب الاجازات وتفاوت مستوى المتعلمين بين المجموعتين.
أمن وتواصل
وفيما يتعلق بنظام «التعلم عن بعد» قالت الربيعان: ان من ايجابياته اكثر امنا في ظل الظروف الراهنة واستخدام التقنية الحديثة وسهولة وسرعة التواصل مع اولياء الامور ويعالج نقص المعلمين واتاحة الفرصة للطلبة «اهل الاعذار» بالدراسة وعدم الانقطاع، مشيرة الى انه ملائم لكل الظروف المناخية مع سهولة الرجوع للدروس المسجلة في أي وقت.
وذكرت الربيعان ان نظام التعلم عن بعد لا يخلو من الملاحظات منها صعوبة تأهيل الهيئة التدريسية الجديدة للتربية العملية في المدارس، والاستغناء عن بعض المجالات الدراسية رغم أهميتها في بناء المتعلم عقليا وبدنيا، واتساع الفجوة بين المعلم والمتعلم إذ لم يعد بينهما تواصل إنساني وجها لوجه، اضافة الى فقد التواصل العملي والتطبيقي بين المعلم والمتعلم خاصة في صفوف المراحل الثلاث الأولى وحرمان المتعلم من بيئته المدرسية وافتقاره إلى المجتمع الطلابي بما يوفره من صداقات وعلاقات أخوية.
وكذلك غياب المتابعة الفعلية الجادة، واعتياد المتعلمين الكسل والخمول والركون إلى الراحة بالاعتماد على الغير في حل الواجبات وصوغ التقارير وغيرها، لافتة الى التأثير السلبي على الصحة العامة خاصة النظر وآلام الظهر والرقبة بسبب استخدام أجهزة الحاسوب والجلوس لفترات طويلة أمام الشاشة.
واختتمت الربيعان حديثها قائلة: في ظل الظروف الحالية لا أعتقد أن هناك عودة كاملة إلى الصفوف الدراسية.
اما مدير مدرسة عبدالرحمن العبدالجادر المتوسطة للبنين محمد الظفيري، فقد اكد انه لا يصلح العطار ما أفسده الدهر، مبينا ان منظومة التعليم تحتاج إلى هدم كامل وإعادة بناء من جديد وفق نظام تعليمي متطور يواكب العصر والمشكلة ليست في حضور كامل أو مجموعتين أو اونلاين لطالما التعليم في الكويت في انحدار مستمر ومخرجاته حدث ولا حرج.
وأضاف العبدالجادر: مع الأسف الشديد لا يوجد جهود صادقة وواضحة للنهوض بالتعليم ولا اعتراف صريح من أصحاب الشأن بأن هناك أزمة في مخرجات التعليم ولا تزال الوزارة غارقة في مشاكل هامشية مثل عدم وجود عمال النظافة والحراسة وتسكين الوظائف الاشرافية ومهام التواجيه الفنية وأنصبة المدارس والنقص في بعض التخصصات العلمية والتكويت غير المفهوم الذي وصل في بعض التخصصات بزيادة 200% عن حاجة الوزارة، بالإضافة إلى التعامل مع الجائحة التي تضرب البلاد والعباد والحلول البديلة المناسبة والاستعداد والتعامل معها في حلول استباقية ناجعة، لافتا الى اننا الآن في نهاية الفصل الدراسي الأول وكل ما نحتاجه خلال هذه الفترة الاستعداد المبكر للفصل الدراسي الثاني سواء «أون لاين» أو كامل أو مجموعتين أو أربع!
وتابع الظفيري: نحتاج من الآن إلى إنهاء كل المعوقات سالفة الذكر ورؤية واضحة وتفاهم واضح مع وزارة الصحة لتطبيق الاشتراطات الصحية وتعيين موظفين مختصين لإدارة هذا الملف وعدم تحميل الإدارات المدرسية أعباء إضافية تعيق العملية التعليمية والابتعاد عن مهمتها الأساسية، مضيفا ان اليوم الإدارات المدرسية تتحمل عشرات البنود من العودة الآمنة من كشوف المطعمين وغير المطعمين وكشوف المسحات للعاملين والعمالة والطلبة وأولياء الأمور ومتابعة نظافة المرفق التعليمي وفحص الحالات المشتبه بها والحجر وغيره.
العودة الكاملة صعبة
من جانبها، قالت مديرة مدرسة الشفاء بنت عبدالله الابتدائية للبنات اشواق الدوسري ان اجراءات العودة الآمنة للفصل الدراسي الثاني ومع زيادة الاصابات في فيروس كورونا ارى انه من الصعب العودة الكاملة لمقاعد الدراسة للفصل الدراسي الثاني، كما ان الدراسة عن بعد غير قادرة على اكساب المتعلمين المهارات اللازمة، مشيرة الى انه من الافضل في الاوضاع الراهنة البقاء على نظام المجموعات مع امكانية دمج الدراسة عن بعد مع نظام المجموعات بآلية منظمة ومبرمجة بحيث تمكن المتعلمين من الحضور للمدرسه لتلقي المهارات اللازمة.
وشددت الدوسري على ضرورة العودة الى اغلاق المقاصف والغاء الفرص، متمنية ازالة هذا الوباء عن البلاد والعباد.
الفاقد التعليمي
من جهته، حذر الخبير التربوي مبارك الحربي من فكرة عدم استمرار التعليم المباشر واللجوء إلى التعليم «عن بعد» لما له من آثار سلبية كبيرة على المتعلمين خصوصا مع ما لمسناه من وجود فاقد تعليمي كبير لدى المتعلمين خصوصا في صفوف المرحلة الابتدائية وكذلك المتوسطة وحتى الثانوية، حيث وجد الطلبة في بعض الأحيان أنهم غير ملمين بالمنهج بالشكل المطلوب وأن هناك دروسا أو فقرات لم يسمعوا بها من قبل بسبب حذفها من المنهاج أو مرور المعلمين عليها بشكل سريع، كما أن مشكلة الفاقد التعليمي لا يمكن تعويضها بسرعة لكثرة الفقرات المرتبطة ببعضها ضمن المنهاج وعلى مدى السنوات المتتابعة، وبالتالي فإن حضور التلاميذ وتواصلهم مع المعلمين والمعلمات يسهم بتجاوز جزء كبير من هذه المشكلة، لا سيما وأن معظم الطلبة لا يشعرون بمدى اهمية تلك الفقرات التي فاتتهم إلا بعد أن يصلوا إلى دروس مرتبطة فيها بالصف التالي.
وأشار الحربي إلى أن هناك بعض التطمينات حول عدم قوة الفيروس المتحور وضعف آثاره على المصابين، وبالتالي يمكن استمرار الدراسة مع الالتزام بالاشتراطات الصحية وتلقي التطعيمات لغير المطعمين بما يخفف من آثار الإصابة إن وجدت لا سمح الله، متمنيا السلامة للجميع وألا يصاب أي من أبنائنا أو اخوتنا واخواتنا المعلمين والمعلمات والعاملين في الحقل التربوي بأي مكروه.
كما بين الحربي أن تقسيم الطلبة حاليا لمجموعتين أثبت فاعليته، وأعطى نتائج تعليمية أفضل لدى الطلبة من حيث الاستيعاب والتواصل مع المعلمين، إضافة إلى الآثار النفسية الايجابية لذهاب الأبناء إلى صفوفهم والالتقاء بزملائهم وأصدقائهم وعودتهم إلى البيوت ليقوموا بمتابعة واجباتهم المدرسية بشكل عملي ويومي.
بدوره، اكد المعلم محمد جاسم انه من الصعب جدا العودة الكاملة للدراسة، بل نتمنى على الاقل الاستمرار بنظام المجموعتين وألا نصل الى التعلم عن بعد والذي يدفع ثمنه ابناؤنا الطلبة الآن خاصة الصفوف الاولى في المرحلة الابتدائية، موضحا اننا لا نريد ان نسبق الاحداث، فلدينا متسع من الوقت لانطلاقة الفصل الدراسي الثاني، وان شاء الله تتحسن الأمور.
المصدر: شبكة الأنباء