
تراجع سعر الذهب، اليوم ، عن أعلى مستوياته منذ يونيو، لكن تصاعد التوتر في شرق أوروبا يمكن أن يبقي على قوة الطلب عليه المدفوع باعتباره ملاذا آمنا.,ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 1895.76 دولاراً للأوقية (الأونصة)، بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ أول يونيو مسجلاً 1913.89 دولاراً للأوقية في وقت سابق. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المئة إلى 1901.70 دولاراً.,وقال مايكل هيوسون كبير محللي الأسواق في سي. إم. سي ماركت: “خيم التشاؤم على فتح أسواق أوروبا وفتحت أسواق الأسهم على انخفاض كبير”، مضيفا أن الكثير من هذه الخسائر جرى تعويضها مما سحب من جاذبية الذهب.,لكنه أضاف أن “المخاوف السياسية قد تدفع البنوك المركزية لإبطاء وتيرة تشديد السياسة النقدية وهذا في حد ذاته عامل إيجابي للذهب”.,وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 24.05 دولاراً للأوقية، وصعد البلاتين 0.4 في المئة إلى 1078.91 دولاراً. وانخفض البلاديوم 0.8 في المئة إلى 2368.29 دولاراً.,وترى جوني تيفز الخبيرة الاستراتيجية لدى “يو بي إس” أن القوة الأخيرة في أسعار الذهب ستكون قصيرة الأجل، وذلك في تصريحات ذكرتها لـ “سي إن بي سي” قبل التوترات الأخيرة في الأزمة الروسية ــــ الأوكرانية. ,وأوضحت تيفز أنه بالنظر إلى المستقبل من المتوقع أن يعود سوق الذهب للتركيز على المحركات الكلية مثل سياسة الاحتياطي الفدرالي وتوقعات النمو. ويتوقع البنك تراجع أسعار الذهب إلى 1600 دولار للأوقية بنهاية عام 2022. ,وارتفعت أسعار الذهب خلال الأسابيع الأخيرة مع سعي المستثمرين نحو الملاذات الآمنة في ظل مخاوف من غزو روسيا لأوكرانيا. ,من جانبه، قال مدير أبحاث السوق في مجموعة سبائك عبدالعظيم الأموي، إن الذهب شديد الحساسية تجاه التوترات الجيوسياسية، في إشارة إلى الأزمة الأوكرانية، حيث تخطى المعدن الأصفر مستويات الـ1900 دولار للأونصة ليسجل أعلى مستوى في 9 أشهر.,وأضاف الأموي في مقابلة مع “العربية” أن هناك أسبابا أخرى لارتفاع أسعار الذهب، منها الطلب الموسمي على الذهب الذي يزداد مع بداية العام، والذي يرتبط بمراكز الشراء والمجوهرات وغيرها.,وأوضح أن الطلب الاستثماري عاد قويا جدا، حيث إن هناك زيادة في مراكز الشراء بنحو 34 ألف عقد، بما يعادل 7 ملايين دولار، ما يعني أن هناك طلبا استثماريا قويا، ربما يكون تحوطا ضد التضخم.,وعن رفع أسعار الفائدة الذي يؤثر سلباً على أسعار الذهب، توقع أن تكون علاوة التضخم أعلى من أسعار الفوائد، معتبراً أن الذي يهدد الذهب، هو ارتفاع عوائد السندات الحكومية.,كما اعتبر الأموي أن الظروف حالياً مثالية لارتفاع سعر الذهب، لا سيما أن المستثمرين قلقون على المدى القصير، مما يزيد الطلب على الذهب أيضا، مشيرا إلى أنه لو تراجع الذهب، فإن الصعود سيكون قويا.,وتوقع أن يصل الذهب إلى مستوى 2000 دولار للأونصة قبل نهاية الفصل الأول من عام 2022.
المصدر: جريدة الجريدة الكويتية