رياضة محلية

«أزرق اليد».. عاد إلى مكانه بين الكبار

  • الشحومي كان له دور في رسم الخطوط العريضة لخطة المنتخب مع المدرب ولجنة المنتخبات والتدريب
  • برقان شريك في التأهل للمونديال بعد موافقتهم على إعارة المدرب سعيد حجازي للمنتخب

حامد العمران

«من له ماض لابد أن يعود»، ومنتخبنا الوطني لكرة اليد له ماض كبير وأمجاد نفخر بها،

وقد عاد إلى مكانه الطبيعي، والى ما كانت عليه كرة اليد الكويتية سابقا، ليصارع من جديد على مواقع الصدارة، وتجلى ذلك في مشاركته الاخيرة في البطولة الآسيوية الـ21 التي اختتمت في مملكة البحرين مؤخراً والتي من خلالها استعاد ازرق اليد ماضيه الجميل الذي غاب عنه 15 عاما، ليعلن رجال الكويت تأهلهم إلى نهائيات كأس العالم المقبلة 2025 في كرواتيا والدنمارك والنرويج، وذلك بعد آخر مشاركة للازرق في نهائيات كرواتيا 2009، وليثبتوا أن التتويج ببرونزية دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة في الصين لم يكن مجرد طفرة بل بداية العودة والانطلاق من جديد.

وقد ذهب منتخبنا بجميع اجهزته الفنية والادارية والطبية إلى البحرين حاملين على اعناقهم وعدهم للجماهير الرياضية بالعودة إلى الكويت عبر قاعة التشريفات بعد اعلان تأهلهم إلى كأس العالم، وبالفعل أوفى الجميع بالوعد، بعد ان حصدوا احدى البطاقات الاربع المؤهلة للنهائيات.

فرحة محبي الأزرق

وعلى الرغم من عدم الوقوف على منصة التتويج باحتلال المركز الرابع الا ان الفرحة التي غمرت قلوب محبي الازرق وجماهيره كانت توازي الظفر بذهبية آسيا، وذلك لما قدمه لاعبو الكويت خلال الدورين الاول والثاني من مستوى والقتال والشراسة التي ظهرت على الفريق ما جعل الجميع يتفاءل بأن تكون للازرق صولات وجولات في البطولات الآسيوية المقبلة، لتنطبع مقولة «من له ماض لابد ان يعود» في ذاكرة الجماهير.

وذلك بعون الله ثم بفضل الخطة الصحيحة والسليمة التي رسم خطوطها العريضة رئيس الاتحاد السابق أحمد الشحومي مع المدير الفني سعيد حجازي إلى جانب لجنة المنتخبات والتدريب في الاتحاد والتي بدأت في 13 أغسطس الماضي وهو تاريخ اول اجتماع للشحومي مع حجازي بعد إعفاء المدرب السابق مجدي ابوالمجد.

ووضعت الخطة لستة شهور ووعد خلالها سعيد حجازي بأن تكون النتيجة مرضية، وبالفعل كان له وللنتائج نصيب من اسمه «سعيد» بعد النجاح في التأهل لكأس العالم، كما وعد الشحومي بأن تسير الخطة على أكمل وجه للوصول إلى الهدف المنشود، وهذا بالفعل ما حصل.

وبعد تقديم الشحومي استقالته واصل مجلس إدارة الاتحاد العمل على تنفيذ البرنامج الموضوع وأكمل المهمة أمين السر قايد العدواني وأمين الصندوق خالد طالب إلى جانب زملائهما في المجلس، لتعم الفرحة الكويت بأسرها بعد إعلان التأهل لكأس العالم.

موقف برقان المشرف

وقبل الدخول في بعض التفاصيل الفنية لابد من الوقوف عند أهم نقطة في تحقيق هذا الانجاز، وهي موافقة نادي برقان على إعارة المدير الفني سعيد حجازي للمنتخب مقدمين مصلحة المنتخب والكويت على مصلحة النادي، لذلك لابد من ان نرفع العقال لرئيس النادي أنور زيد العتيبي واخوانه في مجلس الإدارة احتراما لموقفهم الذي يدل على وطنيتهم الكبيرة، لذلك نقول شكرا يا نادي برقان فأنت شريك رئيسي في التأهل لكأس العالم.

العمل الجماعي

أما فنيا فمن أبرز الأمور التكاتف الكبير للجهازين الفني والاداري والبرنامج اليومي خلال البطولة والعمل كخلية نحل، فالكل يخدم دون كلل او ملل واضعين نصب اعينهم الكويت وفرحة اهل الكويت، وبالفعل تكلل العمل الجماعي بقطف الثمار.

اما بالنسبة للاعبين فلا يسعنا الا ان نطبع قبلاتنا على جبينهم فردا فردا ونطوق اعناقهم بالورود، بعد ذلك للمجهود الكبير الذي بذلوه في الشهور الستة من خلال المعسكرات الداخلية والخارجية والالتزام بالبرنامج التدريبي الشاق رغم قسوته، فكان جميع اللاعبين على الموعد وعلى قدر الثقة، فكانوا كالأسود في الملعب تنقض على فريستها لتشبع غريزتها في الانتصار، وهذا ما لمسناه كنقاد وجماهير وخاصة في الدور الثاني عندما حقق ابناء الازرق تعادلين مع البحرين صاحبة الارض والجمهور وكوريا ثم انتصارا ساحقا على العراق بفارق وصل إلى 12 هدفا، واعلنوا من خلال هذه المباراة ان الازرق عالمي، وجاء هذا الفوز المريح بعد الدراسة المستفيضة للجهاز الفني للمنتخب العراقي وتعطيل مفاتيح اللعب ليكون الفوز حليفا لمنتخبنا الوطني.

دور كبير للجهاز الإداري واللاعبين

وبعد التأهل إلى الدور نصف النهائي اكتفى منتخبنا باحتلال المركز الرابع، الذي كان بمثابة إعلان بأن الازرق قادم بقوة لمنصات التتويج في القادم من البطولات، ولكن هذا القدوم مشروط بالمحافظة على الفريق الفني والاداري والطبي بأكمله وعدم التغيير، لذلك يجب على الاتحاد التعاقد مع المدرب سعيد حجازي ومساعده محمد مسعودان وبقية الجهاز.

وفي الجانب الاداري، يجب الاشادة بمدير المنتخبات فيصل صيوان ومدير المنتخب الاول عبدالعزيز الزعابي لدورهما الكبير في لم شمل اللاعبين ورفع روحهم المعنوية، إلى جانب خبرتهما في التعامل مع اللاعبين قبل وخلال وبعد المباريات كونهما لاعبين دوليين سابقين حققا الكثير من الانجازات مع الازرق.

وفي الختام، لابد من الإشادة باللاعبين الذين كانوا كتلة واحدة ووضعوا مفهوما جديدا للرياضة بشكل عام بأن المنتخب متى كان متعاضدا ومتعاونا وكل لاعب يثق بجميع زملائه فسيتنج لنا ذلك «فريق نجم»، وليس لاعبا نجما، حيث لم يكن لاعبو المنتخب الافضل في البطولة ولكن المنتخب بأكمله كان الافضل والاكثر تطورا بشهادة كل من تابع البطولة، لذلك يجب على الجميع الاستمرار على هذا النهج. ولا يسعنا إلا أن نقول للاعبينا: «انتم رجال داخل وخارج الملعب، رسمتم الفرحة للكويت بأكملها، وتستحقون التكريم وكتابة اسمائكم فردا فردا بماء الذهب.. شكرا لكم من الاعماق».

قائمة الأبطال

وضمت قائمة وفد منتخبنا الوطني المتأهل إلى نهائيات كأس العالم اللاعبين: عبدالله الخميس، مشاري صيوان، عبدالعزيز الشمري، صالح الموسوي، محمد الهندال، عبدالعزيز سالمين، حيدر دشتي، حسن صفر، عبدالعزيز الظفيري، مهدي خان، محمد الصانع، سعد الحيدري، سيف العدواني، فواز الشمري، محمد العريان، محمد علي، أحمد القطان، يوسف ضايف، فواز عبدالهادي، حسين كرم. والجهاز الفني: سعيد حجازي، محمد مسعودان، عصام الحياني، ايمن الشيخ والاخصائي محمد مهدي. والجهاز الاداري: قايد العدواني، خالد طالب، فيصل صيوان، عبدالعزيز الزعابي.

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى